الجمعة، 28 نوفمبر 2014

لا شيءَ يُعْجبُني …!


لا شيءَ يُعْجبُني …!


يقول مسافرٌ في الباصِ : لا الراديو ولا صُحُفُ الصباح , ولا القلاعُ على التلال ، أُريد أن أبكي !


يقول السائقُ : إنتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ , وإبْكِ وحدك ما استطعتَ ،

تقول سيّدةٌ : أَنا أَيضاً أنا لا شيءَ يُعْجبُني ، دَلَلْتُ اُبني على قبري فأعْجَبَهُ ونامَ’ ولم يُوَدِّعْني ..!

يقول الجامعيُّ : ولا أَنا ’ لا شيءَ يعجبني ، دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة ، هل أنا 
حقاً أَنا ؟!

ويقول جنديٌّ : أَنا أَيضاً ، أَنا لا شيءَ يُعْجبُني ، أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً يُحاصِرُني !!

يقولُ السائقُ العصبيُّ : ها نحن إقتربنا من محطتنا الأخيرة ، فاستعدوا للنزول …

فيصرخون : نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ فانطلق!

أمَّا أنا فأقولُ : أنْزِلْني هنا ، أنا مثلهم لا شيء يعجبني ، ولكني تعبتُ من السِّفَرْ ..



لا شيءَ يُعْجبُني …! محمود درويش

،



ضع تعليقك

0 التعليقات:

إرسال تعليق