لا شيءَ يُعْجبُني …!
يقول مسافرٌ في الباصِ : لا الراديو ولا صُحُفُ الصباح , ولا القلاعُ على التلال ، أُريد أن أبكي !
يقول السائقُ : إنتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ , وإبْكِ وحدك ما استطعتَ ،
تقول سيّدةٌ : أَنا أَيضاً أنا لا شيءَ يُعْجبُني ، دَلَلْتُ اُبني على قبري فأعْجَبَهُ ونامَ’ ولم يُوَدِّعْني ..!
يقول الجامعيُّ : ولا أَنا ’ لا شيءَ يعجبني ، دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة ، هل أنا
حقاً أَنا ؟!
ويقول جنديٌّ : أَنا أَيضاً ، أَنا لا شيءَ يُعْجبُني ، أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً يُحاصِرُني !!
يقولُ السائقُ العصبيُّ : ها نحن إقتربنا من محطتنا الأخيرة ، فاستعدوا للنزول …
فيصرخون : نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ فانطلق!
أمَّا أنا فأقولُ : أنْزِلْني هنا ، أنا مثلهم لا شيء يعجبني ، ولكني تعبتُ من السِّفَرْ ..
لا شيءَ يُعْجبُني …! محمود درويش
،
ضع تعليقك
0 التعليقات:
إرسال تعليق